كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



121- وقوله جل وعز: {فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا} (آية 143) قال قتادة دك بعضه بعضا وقال عكرمة إنما هو جعله دكاء من الدكاوات والتقدير على هذه القراءة جعله أرضا دكاء وهي الناتئة لا تبلغ أن تكون جبلا قال عكرمة لما نظر الله جل وعز إلى الجبل صار صحراء ترابا.
122- ثم قال جل وعز: {وخر موسى صعقا} (آية 143) قيل ميتا وقال سعيد بن عروبة عن قتادة مغشيا عليه فلما افاق قال سبحانك إني تبت إليك قال مجاهد أي تبت من أن أسألك الرؤيا وأنا أول المؤمنين أي أول من آمن أنه لا يراك أحد في الدنيا إلا مات لأن سؤاله كان في الدنيا قال قتادة لما أخذ الألواح فراى فيها وصف أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتقريظهم أبو فقال يا رب اجعلهم أمتي فقال تلك أمة أحمد فقال فاجعلني منهم قال إنك لن تدركهم وقال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فرضي موسى صلى الله عليه وسلم.
123- وقوله جل وعز: {وكتبنا له في الألواح من كل شيء} (آية 145) قال سفيان أي من الحلال والحرام.
124- ثم قال تعالى: {موعظة وتفصيلا لكل شيء} (آية 145) قال سعيد بن جبير أي تفصيلا لما أمروا به ونهوا عنه.
125- ثم قال جل وعز: {فخذها بقوة} (آية 145).
أي بقوة في دينك وحجتك وقيل بجد وعزم.
126- ثم قال جل وعز: {وأمر قومك يأخذوا بأحسنها} (آية 145) وكلها حسنة فقيل المعنى أنهم أمروا أن يأخذوا أو بما هو أحسن مما هو مطلق لهم وإن لن آتانا جعيعاء؟؟ مطلقين نحو قوله تعالى: {ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل} فهذا مباح والعفو أحسن وقيل بأحسنها بالأحسن منها.
وقيل أمروا بشئ وخبروا بما لهم فيه ونهوا عن شيء وخبروا بما عليهم فيه فقيل لهم خذوا بأحسنها وقيل بالناسخ.
127- ثم قال تعالى: {سأريكم دار الفاسقين} (آية 145) قال الحسن يعني جهنم.
وقال مجاهد يعني مصيرهم في الآخرة وقرأ قسامة بن زهير سأورثكم دار الفاسقين.
128- وقوله جل وعز: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق} (آية 146) قال سفيان بن عيينة أي أمنعهم من كتابي قال أبو إسحاق المعنى سأجعل جزاءهم على كفرهم الإضلال عن هداية آياتي.
وقل سأصرفهم عن نفعها وقيل عن عزها ومعنى يتكبرون يحقرون الناس ويرون أن لهم فضلا عليهم ويتكبرون عن الإيمان واتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
129- وقوله جل وعز: {وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا} (آية 146) ويقرأ سبيل الرشد وقرأ عبد الرحمن المقرئ سبيل الرشاد.
قال أبو عمرو بن العلاء الرشد الصلاح والرشد في الدين قال غيره الغي الضلال.
130- وقوله جل وعز: {ذلك بانهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين} (آية 146) ويجوز أن يكونوا في تركهم الإيمان وتدبر الحق بمنزلة الغافلين ويجوز أن يكون غافلين عما يجازون به كما يقال ما أغفل فلانا عما يراد به.
131- وقوله جل وعز: {واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار} (آية 148) أي من بعد ما جاء للميقات من حليهم يقال لما حسن من الذهب والفضة حلي والجمع حلي وحلي عجلا جسدا أي عجلا جثة أي لا يعقل ولا يميز وقيل لم يكن له رأس إنما كان جسدا فقط له خوار أي صوت قال مجاهد جمع الحلي فأخذ قبضة من أثر فرس جبريل صلى الله عليه وسلم فرماها عليه.
132- وقوله جل وعز: {ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا} (آية 149) يقال للنادم المتحير سقط في يديه وأسقط ويقرأ ولما سقط في أيديهم أي ولما سقط الندم في ايديهم.
133- وقوله جل وعز: {ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا} (آية 150) الأسف الشديد الغضب المغيظ ويكون الحزين ومعنى أعجلتم أمر ربكم اسبقتم عبد ولم تنتظروا أمره ونهيه.
134- ثم قال جل وعز: {وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه} (آية 150) قال مجاهد كانت من زمردة خضراء قال مجاهد في قوله ولا تجعلني مع القوم الظالمين يعني الذين عبدوا العجل.
135- وقوله جل وعز: {قال رب اغفر لي ولأخي} (آية 151) أي اغفر الغضب الذي القيت من أجله الألواح واغفر لأخي ما كان من مساهلته عليه في بني إسرائيل إذ كان ذلك من خشية غضب موسى حين قال إني خشيت ان تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي وقيل إنما استغفر لذنوب كانت قبل هذا الوقت لأن غضبه ايضا كان لله جل وعز وهارون عليه السلام إنما أخر بني إسرائيل لئلا يتفرقوا ويتحاربوا أبي وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لم يبق من الألواح إلا سدسها.
136- وقوله جل وعز: {إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم} (آية 152) المعنى إن الذين اتخذوا العجل إلها حذف لعلم السامع وقيل معنى وذلة في الحياة الدنيا إنها الجزية وقيل هو ما أمروا به من أن يقتل بعضهم بعضا وما راوه من ضلالهم قال الله جل وعز: {ورأوا أنهم قد ضلوا} قال أبو جعفر وهذا القول أصح من الأول لأن الجزية لم تؤخذ منهم وإنما أخذت من ذريتهم.
137- وقوله جل وعز: {ولما سكت عن موسى الغضب} (آية 154) معناه سكن قال أبو إسحاق يقال سكت يسكت سكتا إذا سكن وسكت يسكت سكوتا وسكتا إذا قطع الكلام ومعنى وفي نسختها وفيما نسخ منها أي فيها هدى ورحمة.
قال ابن كيسان وفي نسختها فيه قولان أحدهما أنها جددت له في لوحين وقيل فيما انتسخ منها وكانت قد تكسرت فذهب أكثرها وانتسخ ما قدر عليه منها وفي تلك النسخة هدى أي بيان ورحمة أي ما يدل على ما يوجب الرحمة ولهذا قال هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون.
يجوز أن يكون معنى اللام معنى من أجل كما تقول أنا أكرم فلانا لك ويجوز أن يكون المعنى رهبتهم لربهم.
138- وقوله جل وعز: {واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا} (آية 155) أي ممن لم يعبدوا العجل والمعنى من قومه.
139- ثم قال جل وعز: {فلما أخذتهم الرجفة} (آية 155) قال مجاهد أميتوا ثم أحيوا والرجفة في اللغة الزلزلة الشديدة ويروى أنهم زلزلوا حتى ماتوا قال ابن عباس إنما أخذتهم الرجفة لأنهم لم ينهوا من عبد العجل ولم يرضوا عبادته قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أي أمتهم كما قال تعالى: {إن امرؤ هلك}.
قال ابن كيسان أي لو شئت أهلكتهم من قبل لأنهم أذنبوا بأنهم لم ينهوا من عبد العجل وإياي بذنبي حين قتلت القبطي فقد رحمتنا ولم تهلكنا بذنوبنا نحن أفتهلكنا بذنوب السفهاء الذين عبدوا العجل وأنت متفضل علينا بالعفو قبل هذا قال أبو جعفر حقيقة المعنى لست تهلكنا وألف الاستفهام تدل على هذا المعنى في كثير من المواضع كما تقول ما أنا أفعل مثل هذا أي لست أفعله.
إن هي إلا فتنتك تضل بها أي بالفتنة من تشاء أن تبتليه ما فتجعله عاصيا.
140- وقوله عز وجل: {واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك} (آية 156) قال مجاهد وأبو العالية وقتادة في قوله تعالى: {إنا هدنا إليك} قالوا تبنا.
141- ثم قال جل وعز: {قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء} (آية 156) قال الحسن وقتادة وسعت البر والفاجر في الدنيا وهي للتقي خاصة يوم القيامة.
142- وقوله جل وعز: {فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة} (آية 156) روى حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كتبها الله جل وعز لهذه الأمة.
143- وقوله جل وعز: {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي} (آية 157) الأمي الذي لا يكتب وقيل نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أم القرى وهي مكة الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل فكان هذا من براهينه صلى الله عليه وسلم لأنه خبرهم بما في كتابهم فيجوز أن يكون يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر بما هو مكتوب عندهم ويجوز أن يكون مستأنفا ويحل لهم الطيبات يجوز أن يكون الحلال ويجوز أن يكون ما حرم عليهم من الطعام.
ويحرم عليهم الخبائث العرب تقول لكل حرام خبيث ويضع عنهم إصرهم قال سعيد بن جبير الإصر شدة العبادة وروي عن مجاهد فيه قولان روى عنه ابن أبي نجيح أنه قال كانوا قد شدد عليهم فس أشياء فمن أسلم وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم خفف عنه.
وروى موسى بن قيس عنه أنه قال هي عهود كانت عليهم والقولان متقاربان أي ما يثقل عليهم.
وكذلك الأغلال التي كانت عليهم إنما هو تمثيل أي أشياء قد كلفوعا لا وضمنوها أن فهي بمنزلة الأغلال ويروى أن أحدهم كان إذا أصاب جلده بول وجب عليه أن يقطعه وإذا قتل رجل رجلا لم يكن بد من قتله ولا تؤخذ منه دية.
144- ثم قال جل وعز: {فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه} (آية 157) وقيل معنى وعزروه وعظموه وقيل ومنعوا منه أعداء والمعاني متقاربة واتبعوا النور الذي أنزل معه بمنزلة النور في البيان ثم قال: {فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته} (آية 158) قال مجاهد معنى يؤمن بالله وكلمته يؤمن بالله وبعيسى وقال غيره الكلمة والكلام هاهنا على واحد.
145- وقوله جل وعز: {وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما} (آية 160).
الأسباط الفرق والواحد سبط والأسباط في ولد إسحاق صلى الله عليه وسلم بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل صلى الله عليه وسلم والأسباط مأخوذ من السبط وهو شجر تعلفه الإبل ومعنى فانبجست فانفجرت.
146- وقوله جل وعز: {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر} (آية 163) أمره أن يسألهم سؤال توبيخ ليقررهم بما يعرفونه من عصيان آبائهم ويخبرهم بما لا يعرف إلا من كتاب أو وحي حدثنا أبو جعفر قال نا محمد بن إدريس قال نا يونس قال أخبرنا ابن وهب وكذا أخبرني حيوة عن عقيل عن ابن شهاب قال القرية التي كانت حاضرة البحر طبرية والقرية التي قال فيها واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إنطاكية وعن ابن عباس التي كانت حاضرة البحر أيلة ومعنى يعدون يعتدون ويجاوزون الحق والشرع الظاهرة وقرأ الحسن يسبتون أي يدخلون في السبت مثل أهللنا ومن فتح الباء قال معناه يعظمون السبت كما كانوا يعظمونه هذا قول الكلبي وأبي عبيدة.
قال مجاهد كانت الحيتان تأتيهم يوم السبت من غير أن يطلبوها ابتلاء من الله جل وعز لهم أي اختبارا.
147- وقوله جل وعز: {وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا} (آية 164) معنى أو هاهنا لأحد الأمرين أي قد ظهر منهم ما سيلحقهم من أجله أحد هذين قالوا معذرة إلى ربكم أي موعظتنا معذرة أي إنما يجب علينا أن نأمرهم بالمعروف ولعلهم يرجعون بموعظتنا فلما نسوا ما ذكروا به أي تركوا أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس قال ابن عباس ما أدري ما فعل بالفرقة التي لم تأمر ولم تنه.
وقال غيره نجيت لأنها لم تشارك كالذين عصوا قال مجاهد بئيس أليم شديد وهذا معروف في اللغة يقال بؤس فهو يبأس إذا اشتد ومن قرأ بيس ففيه قولان قال الكسائي الأصل فيه بئس خففت الهمزة فالتقت ياءان فحذفت إحداهما وكسر أوله كما يقال رغيف وشهيد وقيل أراد بئس على فعل فكسر أوله وخففت الهمزة وحذفت الكسرة كما يقال رحم ورحم قال أبو إسحاق بئيس أي شديد وقد بئس إذا افتقر وبؤس إذا اشتد.
قال علي بن سليمان بيس ردئ وليس بجار على الفعل أنما هو كما يقال ناقة نضو والعرب تقول جاء ببنات بيس أي ببنات شيئ ردئ قال أبو جعفر وفيه قراءات سوى هاتين سنذكرها في الإعراب إن شاء الله 148 وقوله جل وعز: {وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب} (آية 167) قال أهل التفسير معناه أعلم ربك وهذا قول حسن لأنه يقال تعلم بمعنى أعلم وأنشد أبو إسحاق لزهير في مثل هذا فقلت تعلم إن للصيد غرة فإن لا تضيعها فإنك قاتله وروي عن ابن عباس أنه قال في قوله جل وعز: {ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب} قال يعني أخذ الجزية فإن قيل فهم قد مسخوا فكيف تؤخذ منهم الجزية فالجواب إنها تؤخذ من أبنائهم وقد مسخوا ولحق أولادهم الذل فهم أذل قوم وهم اليهود حدثنا أبو جعفر قال نا أحمد بن محمد بن سلامة قال نا عيسى بن إسحاق الأنصاري قال نا يحيى بن عبد الحميد الحماني عن يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد ابن جبير في قول الله تعالى وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة قال العرب من يسومهم سوء العذاب قال الخراج وقيل عليهم على اليهود بين أنه كان أخبر بذلك.